الخميس، 21 مارس 2013

الشيخ البوطي في ذمة الله.

توفي العالم الكبير الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله على إثر عملية تفجير استهدفت حلقته العلمية في مسجد الإيمان بدمشق. لم يكن كثير من علماء الأمة على وفاق مع المرحوم حول موقفه من القضايا العربية وخصوصا القضية السورية. فقد اعتمد سياسة خاطئة بوقوفه مع نظام بشار الأسد بعد الهمجية التي تعامل بها هذا الأخير مع الشعب السوري الثائر سلميا في البداية، وبالسلاح بعد ذلك لما اضطر لحمله. سياسة وقوفه مع النظام البعثي لم تكن مبررة ولا مفهومة خصوصا بعد تغير الظروف والبيئة ضمن ما سمي بفقه المآلات الذي حكم فكر كثير من الحركات الإسلامية الوسطية (مع اختلاف معه في كيفية التعامل السلمي مع الأنظمة المستبدة بين الإسلاميين كحركات وسطية وحتى داخل الجماعة أو الحزب الواحد). غير أنه لم يكن أحد من العلماء وقيادات التيارات الإسلامية يشك في نيته أو يستخف بعلمه. ربما صدق البوطي رحمه هو الذي جعله يبدأ يضجر من إجرام النظام السوري في الفترة الأخيرة، وهذا الذي يفسر ربما قتله بهذه الطريقة. لقد تفننت الأنظمة الاستخباراتية في العديد من البلدان العربية في استعمال هذا النوع من العمليات. حينما تضجر هذه الأنظمة بمن تستعملهم ( بإرادتهم أم بغير إرادتهم) تُنْهي وجودهم بطريقة تُكمل الاستفادة منهم حتى بعد موتهم. ولا تجد في ذلك حرجا في أن تُحمل الجماعات المسلحة غير المنضبطة والفاقدة للفطنة مسؤولية ذلك، أو بواسطة توجيههم لتنفيذ العملية بأنفسهم، أو من خلال اختراقهم ! 

عبد الرزاق مقري.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

;