السبت، 20 أبريل 2013

الصلاة على.."الكرطون"!

لا مشاعر أعمق من تلك التي تهجم على قلبك من منظر عفوي تراه على حين غرة، تلمس فيه العفوية والبراءة، ومجانبة التكلف والتصنع.
كثيرا ما رأيت -وأنا على متن القطار- صورة مفرحة محزنة، تؤثر فيّ كلما تذكرتها، إنها مشهد المصلين في محطات القطار، لاسيما أن ترى شابا في زهرة العمر، ممن يفعل في شعره ما يفعله شباب اليوم، راكعا ساجدا في المحطة، شاب لو رأيته في غير ذلك المشهد -مشهد الصلاة- لقلت إنه أبعد الناس عن هذه الشعيرة، لكن ما إن يسمع داعي الله وهو في المحطة حتى يهرع إلى "كرطونة" أو نحوها ، ويؤدي فرضه غير مبال بأحد، ولا تأخذه في ذلك لومة لائم!
هذا هو الجانب المفرح من المشهد، أما الجانب المحزن منه، فهو أن بلادنا المسلمة التي جاهدت بالإسلام وتحررت أرضها بالإسلام، يضِن كثير من أبنائها المسئولين على مرافق عامة كمحطات القطار بأشبار من الأرض تخصص للصلاة، وتفرش وتطهر لهذا القصد.
إن بلادنا –مع الأسف الشديد- تشهد أزمة مصليات في المرافق العامة، هذه الأزمة قد تكون السبب في تأخير الكثير من المسلمين الصلاة عن وقتها الفاضل والاختياري، بل والضروري، بل ولعلها سبب في ترك البعض لها بالكلية، فما سبب أزمة المصليات في المرافق العامة في بلادنا؟ أهي قلة المصلين؟ أم مراعاة مشاعر "المخالفين"؟ أهي كلفة تجهيزها؟ أم صعوبة إدارتها؟ لماذا يضطر المسلم في بلادنا إلى "رحلات" عديدة من أجل الصلاة في محطة القطار أو غيرها من المرافق: "رحلة " البحث عن الماء للوضوء، ثم "رحلة" البحث عن "الكرطون" الذي يفترشه، ثم "رحلة" البحث عن اتجاه القبلة ثم "رحلة" البحث عن مكان مهيأ للصلاة!
لقد حدثني بعضهم ممن زار تركيا، بلاد أتاتورك، حديثا ما يزال عالقا بذاكرتي – والعهدة عليه فيما رواه-، حدثني أنك تجد في محطات الحافلات في تركيا (العلمانية) مصليات ترقى إلى مرتبة مساجد بـ5نجوم بمعاييرنا، مفروشة بأثمن الزرابي، ومجهزة بأحسن التجهيزات، وراح محدثي يقارن بحال المصليات (إن وجدت!) في بلادنا التي سبقت الترك إلى الإسلام وعُصمت من محنة أتاتورك، مصليات "فوضوية"، عبارة عن حصير أو "كرطون" مع خربشة تزين الحائط بعبارة: "من هنا القبلة". فوا أسفا على حالة الصلاة وقيمتها عندنا.
لا شك أن المؤمن مُكَرّم من ربه سبحانه بأنه يقيم صلاته أينما أدركته، فالأرض كلها مسجد وطهور، والصلاة مجزئة-إن شاء الله- على "الكرطون" وغيره، ولكن أليس من تعظيم شعائر الله، والترفق بالمسلمين أن تجعل أماكن مخصصة نظيفة مطهرة للصلاة في المرافق العامة، بل في ذلك من الدعوة إلى إقامة هذه الفريضة ما فيه.
إنا اللائق بنا أن نناصح مسئولي هذه المحطات وغيرها من المرافق العامة بالمراسلة وغيرها من السبل الحضارية، أن يعتنوا بأمر الصلاة وتعظيم شأنها، وييسروا أداءها على المصلين، فلا يخلو مرفق عام من مصلى، جعلنا الله تعالى وإياكم من المقيمين للصلاة المعظمين لشأنها. 
منقول من منتدى 

هناك تعليقان (2) :

  1. ايها الحجاج اين امانتك الادبية تدعي ماليس لك

    صحيح ان لم تستحي فافعل ماشئت على الاقل اذكر مصدر

    الموضوع

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا اخي للتنبيه نسية الامر

      حذف

;