الخميس، 30 مايو 2013

هو السر من وراء إبقاء الحالة الصحية الحقيقية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة طي الكتمان ؟


خرج الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وصرح في خطاب تلفزيوني وقبل وفاته مباشرة بعد إجرائه لعملية جراحية أجراها لقطع ورم سرطاني أصابه. أعلن وقتها وخلال ذلك الخطاب الذي خص به شعبه وتابعه كل العالم أن صحته تتحسن وهو في فترة نقاهة. وقد كان ظاهرا عليه ذلك. في كل الأحوال ظهوره كان المهم والاهم، وبذلك أغلق كل أبواب الإشاعة والتكهنات وانهى كذلك القلق الذي رافق فترة غيابه أو ساعات إجرائه للعملية الجراحية.
هو نفس الشيء الذي حدث مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك عندما نقل إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية وبعدها بأيام خرج حسني مبارك وظهر وهو جالسا مع طبيبه في فناء المستشفى يرتدي ملابس النوم يجلس على أريكة ويتحدث الى طبيبه. وطبعا كان في ذلك رسالة اطمئنان في كل الأحوال الى شعبه والعالم، ولم يكن مهما ما مدى درجة خطورة المرض بقدر ما كان مهما انه موجود وانه حي يرزق.
ظهور الكبار المسئولين والرؤساء بصفة عامة في هكذا حالات يبطل كل الإشاعات والأباطيل والخرافات التي تكتنف حالة غياب المسؤول الكبير، وقد تفتح الباب واسعا لكثير من الأمور السيئة التي قد تمس البلد بما لا يحمد عقباه أو باختصار تثير الفتن.
رغم ذلك إلا أننا لا نعرف السر الحقيقي أو القصد من وراء إبقاء الحالة الصحية الحقيقية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة طي الكتمان. وقد ساعد ذلك وفتح الباب واسعا لكل الإشاعات المختلفة حول الوضع الصحي للرئيس وخفايا اختفائه وعدم ظهوره ما أثار نوعا من القلق وحتى الفتنة بين أبناء الشعب الجزائري. فهناك من قال انه في غيبوبة تامة بعد إصابته بجلطة دماغية أدت إلى إصابته بشلل تام وهو في حالة الموت السريري وبالتالي الرئيس بوتفليقة قد انتهى، وهناك إشاعات أخرى تقول أن صحته تحسنت وقد غادر المستشفى إلى سويسرا لقضاء فترة نقاهة هناك وذهبت بعض الإشاعات التي وردت على السنة مختلفة لأصحابها انه شوهد من طرف رجل أعمال وهو يمارس بعض التمارين الرياضية ويجلس في باحة منزل يقيم فيه هناك. أما الإشاعات الأخرى المتبقية قالت ان الرئيس عاد إلى الجزائر وهو يقضي فترة راحة بعد النقاهة وسيعود إلى مكتبه بقصر المرادية خلال أيام.
أخر الاحتمالات الأخرى حول ظروف اختفاء الرئيس، والتي أصبحت تفرض نفسها وبقوة وما دام موضوع النقاش وباب الإشاعة أصبح مفتوحا على مصراعيه، فهناك احتمال أخير ليس فيه أي إشاعة لان الإشاعة شيء والاحتمال والفرضيات شيء أخر. فإذا ما تأكدت الأخبار التي سبقت إصابة الرئيس بوتفليقة بالجلطة الدماغية والتي تحدثت عن خلاف كان يدور بين الرئيس وجهات أفقية وإثارة موضوع الفساد وتورط محيط الرئيس فيه وبنسبة كبيرة، فإننا نعتقد أن الرئيس ذهب إلى فرنسا ليس للعلاج وحده وفقط ولا شك في أن الرجل كان مريضا وذهب للعلاج، لكن ربما أن الرئيس أيضا ذهب غاضبا وبعد انتهاء فترة علاجه فقد فضل المكوث هناك لفترة طويلة تكون شبيهة بالاستقالة أو الاستغناء عن المهام وربما اللجوء، مادام دوره هنا في الجزائر قد قل وتقلص وهناك من ينوب عنه وبذلك هو لا يفكر في العودة الى الجزائر الآن ولا يصرح ولا يريد الظهور فماذا يقول، فهو غاضب على من ورطه أو بالأحرى ورط محيطه في ملف الفساد، وربما هو غاضب حتى علينا نحن، وإلا كيف نفسر كل هذا الغموض إن لم يكن ناتجا عن حالة خلاف وغضب شديد؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

;